استيقظت مبكراً كعادتى ، مارست عاداتى الصباحية بشكل روتينى قبل الخروج من البيت ، ثم دلفت إلى الشارع كى أذهب إلى عملى كالمعتاد وعند مرورى ببائع الصحف لمحت عيناى تلك المنشتات المتباينة.
- "ليلة الإهمال والإرهاب والدماء .. 27 قتيلا و30 مصابا على قضبان دهشور"
- " مأساة عائلتين دهسهما القطار أثناء عودتهما من حفل خطوبة"
- " جنازة عسكرية لشهيد الأمن الوطني وفرق قتالية للبحث عن الجناة"
- " استنفار أمنى في ذكرى محمد محمود والببلاوي يضع حجر أساس نصب الشهداء"
- " سرادق عزاء لتأبين الضحايا .. وقوى ثورية تطالب المجلس العسكري والداخلية بالاعتذار للشعب"
- " عامان بعد محمد محمود : الشرطة من قنص الثوار لتحيتهم"
- "بعثة غانا في القاهرة : حضرنا للتنزه"
"الخمسين تقر مواد السلطة القضائية وتنتصر لمجلس الدولة على الإدارية"
حينها قررت ان لا أذهب إلى عملى وامارس يومى الروتينى ، والا هذا يعتبر اعترافً ضمنياً منى ان مايحدث فى مصر أمر روتينى.
وقتتها قررت أن أذهب إلى شارع محمد محمود حيث تجمع الثوار وايضاً الأخوان محاطين بأفراد الشعب الغير مسيس وأن كان يعتبر نفسة سيسى ، وجميعهم محاصرين بسياج أمنى من افراد الشرطة المتأهبة لاطلاق طلقات الرصاص الحى والخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع ، وجدتهم يتصارعون يتنازعون على من له حق اخذ واجب العزاء لشهداء هم لا يعرفوهم ولا يعترفون بشهادتهم ولا بدمهم ، هم فقط اتوا حتى يحتلوا صدارة المشهد متنازعين على ما تبقى من جسة الوطن الشهيد وأن كانوا ايضاً لا يعلمون من هو الوطن ، فى نفس ذلك الوقت أطلق الحكم الأفوارى صافرته معلناً عن بدء مبارة مصر وغانا فى تصفيات افريقيا المؤهلة لكأس العالم 2014 فى البرازيل.
فجأة اطلقت بعض الطلقات الخرطوشية المصحابة بقنابل الغاز المسيل للدموع ، فأفاقت المتنازعين من نزاعهم فأخذوا يركضون فركضت معهم ، حتى تعثرت فى سيدة عجوز تجلس تحت حائظ على ناصية الشارع منقوش علية رسم جرافيتى لشابان فى العشرين من عمرهما فأستوقفنى نواحها ودموعها فجلست بجوارها وسألتها مالك فقالت لى أبنى استشهد فى احداث محمد محمود 2011 حينها استعوضت ربى وقلت عندما تصل الثورة إلى الحكم سوف يأتينى حق ابنى الشيد وعندما جاء أول رئيس منتخب توسمت الخير وجلست انتظر حق ابنى الشهيد ولم يأتى ، وعند مرور أول عام على الأحداث نزل أخاة يطالب بحق أخوة الذى أستشهد من قبل فعاد لى صريع هو الاخر حينها احتسبتة عند الله شهيداً وعلمت أن الثورة لم تصل بعد إلى الحكم ، وعند نزول الملاين إلى الشوارع فى 30 يونيو توقعت أنه أخيرا ستصل الثورة إلى الحكم وياتينى حق ابناى الذان فقدتهما وعندما جائات الذكرى الثانية للأحداث ولم ياتينى حقهما تيقنت أن الثورة لم ولن تصل إلى الحكم ، فقررت أن ائتى بنفسى إلى الشارع ولأول مرة حتى ابحث عن حق ابناى او الحق بهما ، فربت على كتفها ومسحت بعض من دموعها التى لم تتوقف اثناء حديثها معى .
ثم تركتها خلفى تبحث عن حقها المفقود ، وذهبت انا لست أدرى إلى أين حتى لمحتها فجأة هناك تهتف بصوتها الأنثوى المحفور فى ذاكرة أذنى ، لمحتها على كتف أحدهم تهتف بالحرية والعدالة الأجتماعية التى تفتقدهم, حينها شعرت بطلقة خرطوش انفجرت داخل قلبى مفرزة كل بليها ومساميرها تنهش فيه وتنثرة نثائر , لكنى استفقت فجأةً على انفجار قنبلة غاز جديدة سقطت تحت أقدام ذلك الأخر الذى يحملها فأختل توازنة فسقطت من فوقة مختنقة ، فهرعت اليها احملها فسبقنى اليها احدهم ، حملها بين زراعية وفر بها هاربا من ضباب الدخان ، وقتها سمعت هتافات من بعض رواد المقهى والذى ليس ببعيد عن شارع محمد محمود فعلمت من صيحاتهم ان مصر أحرزت الهدف الأول لها ، فقررت أن أرحل سريعاً من هنا مكتفياً بذلك الهدف
فقررت أن أتوجة إلى الفيوم مقدماً التعازى للأسرة المسيحية ضحية قطار دهشور والذى وقع بالتزامن مع حادث أطفال أسيوط العام السابق قبل ذلك التاريخ بيوم ، وكأنة عيد قومى لدى سكك حديد مصر يقدمون فية القرابين من المصرين البسطاء لقضبانهم لعلها ترتوى وتستمر على صلابتها وقسوتها فهم اعتادوها كذلك فلن تستقيم حياتهم بدون صلابتها وقسوتها ، لكنهم لا يدركون أنه قد يأتى يوم ولا يجدوا المزيد من دماء البسطاء من المصرين فيكون الدور على دمائهم انفسهم.
فذهبت لواجب العزاء فوجدتهم فى حالة يرثى لها ، فحاولت أن اجد على لسانى اى من الكلمات المناسبة فى موقف كهذا فلم أجد فأسرت الصمت ، واثناء صمتى لمحت شاب يافع يجلس منزوياً فى الركن وتجلس بجوارة فتاة حسناء تحاول مواساتة ، فذهبت إليهم مقدما عبارات العزاء ، ثم جلست إلى جوارهما وسألتهم عن صلتهم بالمتوفين فعلمت منهم انهم عروسان كان يزفان فى القاهرة وجأت عائلة العريس الفيومى الأصل من الفيوم لمشاركتة الفرح واثناء عودتهم اصطدمت حافلتهم بذلك القطار الطائش فلم يتوقف قبل أن تأكد انه دهس 27 فرد واصاب 33 أخرين روا بدمائهم قضبانة العطشة للدماء فى عيدها السنوى ، وقتها أنقطع حديث الشاب عند هذا الحد مع صيحات رواد المقهى فى الجانب الأخر من القرية معلنين عن أحراز هدف مصر الثانى ، هدئت الأجواء ثانية ثم سمعت بعضهم يتحدث عن ظلم وتهميش الأقباط وأن الرأى العام لم يهتم بالحادث كما اهتم بحادث أطفال أسيوط العام الماضى ، وقال اخر أنه لا يستبعد أن يكون الحادث مدبر من الأخوان للخلاص من اقباط مصر واحراج نظام السيسى ، وقتها قررت أن أكتفى بذلك القدر من الزيارة الواجبة والعودة للقاهرة سريعاً .
واثناء عودتى على الطريق فتحت الراديو استكمل باقى أحداث المبارة فانطلقت أذاعة الأخبار أولا فسمعت أحد السياسين المعروفين يرسل ببرقية تهنئة للفريق أول السيسى بمناسبة عيد ميلادة اليوم ، فأدرت مؤشر الراديو إلى المحطة الرياضية فسمعت صوت المعلق وهو يصرخ محزراً من هجمة مرتدة لمنتخب غانا لم يلبث إلى ان صرخ بصوت إعلى معلناً هدف غانا الذى اختتمت بة المبارة ، وقتها أكملت طريقى إلى القاهرة محاولاً معرفة ماهما الهدفين التى حقتهم مصر اليوم !
فجأة استفقت على يد ثقيلة تربت على كتفى وصوت أجش يقول لى بكل صلافة "أنت هاتفضل تاية كده كتير يا استاذ هاتشترى الجرنال ولا ماشى !!"
فنظرت له نظرة استعجاب وعدم ادراك وكأنى لا أعلم من هو ومن أتى بى إلى هنا ، فتركتة وخطوت مسرعا إلى عملى كى أودى يومى الروتينى بكلاسكيتى المعهودة ، محاولاً الأطمأنان عليها وعلى تمردها عبر الرسائل المتقطعة فهى السبيل الوحيد المتاح !, حتى انتهى دوام العمل فأسرعت الخطى إلى البيت حتى الحق اخر أمالى الدائبة فى المبارة اليائسة ، فظللت شاحباً متوتراً حتى أنتهى الموقف بأحراز غانا هدفها ، ووصولها هى إلى منزلها .
- "ليلة الإهمال والإرهاب والدماء .. 27 قتيلا و30 مصابا على قضبان دهشور"
- " مأساة عائلتين دهسهما القطار أثناء عودتهما من حفل خطوبة"
- " جنازة عسكرية لشهيد الأمن الوطني وفرق قتالية للبحث عن الجناة"
- " استنفار أمنى في ذكرى محمد محمود والببلاوي يضع حجر أساس نصب الشهداء"
- " سرادق عزاء لتأبين الضحايا .. وقوى ثورية تطالب المجلس العسكري والداخلية بالاعتذار للشعب"
- " عامان بعد محمد محمود : الشرطة من قنص الثوار لتحيتهم"
- "بعثة غانا في القاهرة : حضرنا للتنزه"
"الخمسين تقر مواد السلطة القضائية وتنتصر لمجلس الدولة على الإدارية"
حينها قررت ان لا أذهب إلى عملى وامارس يومى الروتينى ، والا هذا يعتبر اعترافً ضمنياً منى ان مايحدث فى مصر أمر روتينى.
وقتتها قررت أن أذهب إلى شارع محمد محمود حيث تجمع الثوار وايضاً الأخوان محاطين بأفراد الشعب الغير مسيس وأن كان يعتبر نفسة سيسى ، وجميعهم محاصرين بسياج أمنى من افراد الشرطة المتأهبة لاطلاق طلقات الرصاص الحى والخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع ، وجدتهم يتصارعون يتنازعون على من له حق اخذ واجب العزاء لشهداء هم لا يعرفوهم ولا يعترفون بشهادتهم ولا بدمهم ، هم فقط اتوا حتى يحتلوا صدارة المشهد متنازعين على ما تبقى من جسة الوطن الشهيد وأن كانوا ايضاً لا يعلمون من هو الوطن ، فى نفس ذلك الوقت أطلق الحكم الأفوارى صافرته معلناً عن بدء مبارة مصر وغانا فى تصفيات افريقيا المؤهلة لكأس العالم 2014 فى البرازيل.
فجأة اطلقت بعض الطلقات الخرطوشية المصحابة بقنابل الغاز المسيل للدموع ، فأفاقت المتنازعين من نزاعهم فأخذوا يركضون فركضت معهم ، حتى تعثرت فى سيدة عجوز تجلس تحت حائظ على ناصية الشارع منقوش علية رسم جرافيتى لشابان فى العشرين من عمرهما فأستوقفنى نواحها ودموعها فجلست بجوارها وسألتها مالك فقالت لى أبنى استشهد فى احداث محمد محمود 2011 حينها استعوضت ربى وقلت عندما تصل الثورة إلى الحكم سوف يأتينى حق ابنى الشيد وعندما جاء أول رئيس منتخب توسمت الخير وجلست انتظر حق ابنى الشهيد ولم يأتى ، وعند مرور أول عام على الأحداث نزل أخاة يطالب بحق أخوة الذى أستشهد من قبل فعاد لى صريع هو الاخر حينها احتسبتة عند الله شهيداً وعلمت أن الثورة لم تصل بعد إلى الحكم ، وعند نزول الملاين إلى الشوارع فى 30 يونيو توقعت أنه أخيرا ستصل الثورة إلى الحكم وياتينى حق ابناى الذان فقدتهما وعندما جائات الذكرى الثانية للأحداث ولم ياتينى حقهما تيقنت أن الثورة لم ولن تصل إلى الحكم ، فقررت أن ائتى بنفسى إلى الشارع ولأول مرة حتى ابحث عن حق ابناى او الحق بهما ، فربت على كتفها ومسحت بعض من دموعها التى لم تتوقف اثناء حديثها معى .
ثم تركتها خلفى تبحث عن حقها المفقود ، وذهبت انا لست أدرى إلى أين حتى لمحتها فجأة هناك تهتف بصوتها الأنثوى المحفور فى ذاكرة أذنى ، لمحتها على كتف أحدهم تهتف بالحرية والعدالة الأجتماعية التى تفتقدهم, حينها شعرت بطلقة خرطوش انفجرت داخل قلبى مفرزة كل بليها ومساميرها تنهش فيه وتنثرة نثائر , لكنى استفقت فجأةً على انفجار قنبلة غاز جديدة سقطت تحت أقدام ذلك الأخر الذى يحملها فأختل توازنة فسقطت من فوقة مختنقة ، فهرعت اليها احملها فسبقنى اليها احدهم ، حملها بين زراعية وفر بها هاربا من ضباب الدخان ، وقتها سمعت هتافات من بعض رواد المقهى والذى ليس ببعيد عن شارع محمد محمود فعلمت من صيحاتهم ان مصر أحرزت الهدف الأول لها ، فقررت أن أرحل سريعاً من هنا مكتفياً بذلك الهدف
فقررت أن أتوجة إلى الفيوم مقدماً التعازى للأسرة المسيحية ضحية قطار دهشور والذى وقع بالتزامن مع حادث أطفال أسيوط العام السابق قبل ذلك التاريخ بيوم ، وكأنة عيد قومى لدى سكك حديد مصر يقدمون فية القرابين من المصرين البسطاء لقضبانهم لعلها ترتوى وتستمر على صلابتها وقسوتها فهم اعتادوها كذلك فلن تستقيم حياتهم بدون صلابتها وقسوتها ، لكنهم لا يدركون أنه قد يأتى يوم ولا يجدوا المزيد من دماء البسطاء من المصرين فيكون الدور على دمائهم انفسهم.
فذهبت لواجب العزاء فوجدتهم فى حالة يرثى لها ، فحاولت أن اجد على لسانى اى من الكلمات المناسبة فى موقف كهذا فلم أجد فأسرت الصمت ، واثناء صمتى لمحت شاب يافع يجلس منزوياً فى الركن وتجلس بجوارة فتاة حسناء تحاول مواساتة ، فذهبت إليهم مقدما عبارات العزاء ، ثم جلست إلى جوارهما وسألتهم عن صلتهم بالمتوفين فعلمت منهم انهم عروسان كان يزفان فى القاهرة وجأت عائلة العريس الفيومى الأصل من الفيوم لمشاركتة الفرح واثناء عودتهم اصطدمت حافلتهم بذلك القطار الطائش فلم يتوقف قبل أن تأكد انه دهس 27 فرد واصاب 33 أخرين روا بدمائهم قضبانة العطشة للدماء فى عيدها السنوى ، وقتها أنقطع حديث الشاب عند هذا الحد مع صيحات رواد المقهى فى الجانب الأخر من القرية معلنين عن أحراز هدف مصر الثانى ، هدئت الأجواء ثانية ثم سمعت بعضهم يتحدث عن ظلم وتهميش الأقباط وأن الرأى العام لم يهتم بالحادث كما اهتم بحادث أطفال أسيوط العام الماضى ، وقال اخر أنه لا يستبعد أن يكون الحادث مدبر من الأخوان للخلاص من اقباط مصر واحراج نظام السيسى ، وقتها قررت أن أكتفى بذلك القدر من الزيارة الواجبة والعودة للقاهرة سريعاً .
واثناء عودتى على الطريق فتحت الراديو استكمل باقى أحداث المبارة فانطلقت أذاعة الأخبار أولا فسمعت أحد السياسين المعروفين يرسل ببرقية تهنئة للفريق أول السيسى بمناسبة عيد ميلادة اليوم ، فأدرت مؤشر الراديو إلى المحطة الرياضية فسمعت صوت المعلق وهو يصرخ محزراً من هجمة مرتدة لمنتخب غانا لم يلبث إلى ان صرخ بصوت إعلى معلناً هدف غانا الذى اختتمت بة المبارة ، وقتها أكملت طريقى إلى القاهرة محاولاً معرفة ماهما الهدفين التى حقتهم مصر اليوم !
فجأة استفقت على يد ثقيلة تربت على كتفى وصوت أجش يقول لى بكل صلافة "أنت هاتفضل تاية كده كتير يا استاذ هاتشترى الجرنال ولا ماشى !!"
فنظرت له نظرة استعجاب وعدم ادراك وكأنى لا أعلم من هو ومن أتى بى إلى هنا ، فتركتة وخطوت مسرعا إلى عملى كى أودى يومى الروتينى بكلاسكيتى المعهودة ، محاولاً الأطمأنان عليها وعلى تمردها عبر الرسائل المتقطعة فهى السبيل الوحيد المتاح !, حتى انتهى دوام العمل فأسرعت الخطى إلى البيت حتى الحق اخر أمالى الدائبة فى المبارة اليائسة ، فظللت شاحباً متوتراً حتى أنتهى الموقف بأحراز غانا هدفها ، ووصولها هى إلى منزلها .
تعليقات
إرسال تعليق