لست ادرى منذ متى وانا انتظر
هل عندما هاتفتنى واخبرتنى انها سوف تقابلنى الليله
ام ان أنتظارى قبل ذلك بكثير
ربما منذ ان عرفتها
او فى الغالب من قبل ان اعرفها
وانا انتظر
كنت اعتقد ان حالة الانتظار سوف تنتهى عندما تظهر فى حياتى
لكن اتضح ان الانتظار قد بداء بالفعل منذ ميلاد علاقتنا
فبعد ساعات من الأنتظار أتى موعدها وأتت هى معه
أتت لتعطينى مكافئة نهاية الخدمة
اوربما عربون عقد جديد بشروط جديدة أكثر صرامة
وأتيت أنا لأعطيها مما اعطانى الله لها
فعطيتى لها بمثابة تجديد للعهد وانى مازلت على اخلاصى وعطائى لها
فعطائى واخلاصى و(نقائى) معها ليس منة او منحة منى اتفضل بها عليها
انما هم امانة لها من عند الله اعطانى ايها حتى اعطيها لها
فليس بمقدورى ان امنعها وقتما اغضب اومنحها وقتما ارضى
فأخذت أنا مكفائتى منها
وجلست انتظرها وحيداً حتى تنتهى هى من مواعيدها
حتى يتثنى لها ان تأخذ منى متعلاقاتها التى قد اتيت لها أحملها
فبدأت حالة الانتظار بأداء فريضة الصلاة داعياً الله ان يقصر أنتظارى ويجعل لها نهاية تعوضنى عن كل ماسبق
ثم ذهبت إلى ذلك المكان الذى شهد لحظة تعارفنا الأول
وقفت على اسوارة اسأله لماذا لم تخبرنى بحقيقة الأمر !
لماذا تركتنى أنزلق فى ذلك العذاب اللذيذ ؟
لماذا لم تنصحنى بالفرار منها قبل أن أغرق فى بحورها ؟
فقال لى بكل حكمة وهل أن كنت نصحتك بالفرار منها كنت ستسجيب !؟
فنعم هو على حق فانا معها مسير ولست مخير
فانا اسير معها وخلفها بشكل قدرى ليس لى اى ارادة
فجلست انتظرها على مقربة منها حتى وان كانت بعيدة
فلاحظت ان كل الناس تنتظر ايضاً
فمنهم من يشاهد التلفاز منتظر خبر يسرة
ومنهم من يقف فى الميدان ينتظر تحقيق مطالبة
ومنهم من يقف على متجرة ينتظر رزقة من الله
فجلست اراقبهم واراقبنى واراقبها حتى وان لم اكن ارها بعينى
فأنا أعلم انها ذهبت لتقابل أحدهم وهى تعلم أنى أعلم ذلك
حتى وأن تجاهلنا أدراكنا لذلك حفظاً لماء الوجه
فعصرت قلبى ومشاعرى محاولاً تجاهل ذلك
مع انى لم استطع منع خوفى عليها من هؤلاء الأشباح ومن نفسها
حتى انتهت منه وأتى دورى
فجلست معى حتى تبرم معى ذلك العقد الجديد المجحف الذى ليس لى فيه اى حقوق
فربما تريد ان تحجم من دورى حتى تفسح المجال لذك الاخر
لكن بالطبع لم استطع الأعتراض
فانا مسخر لريها ودون توقف حتى اراى تلك الأزهار والورود قد انبتت فى اراضيها
فتوقفى عن عطائها شيئ مؤلم حد الموت
ومشاهدتى لعطائى يسكب على الأرضى مؤلم حد الموت ايضا
فالموت على خدمتها اشرف من الموت منزوياً بعيد ابحث عن راحتى المفقودة
فليتنى استطيع الأستمرار رغم ما يحملة ذلك من آلم
وليتها ترضى وتدرك أنى (الأنقى)
اشكرك جدا امل على مرورك الكريم وارجوا ا ان تنال حوليتى أعحاجبك
ردحذف