سالومى


1-  سلومى 

وقفت بعيدا أؤدى عملى كحارس شخصى لتلك الاميرة الحسناء ، وهى تقطف أزهار الحديقة وتجمعهم فى سلة تحملها لها وصيفتها ، لكنى كنت فى واقع الأمر اراقبها مختلساً بعض النظرات اليها.
انها سالومى تلك الاميرة والغجرية فى نفس ذات الوقت.
 أبنة الملكة زوجة ملك المدينة القوى المتكبر .
دائما ما اراها مختلفة عن باقى اميرات الاسرة المالكة ، دائما هى متحررة متمردة ثائرة انها فعلا غجرية.
دائما ما احمد الله على الظروف التى قادتنى حتى اكون حارس شخصى لها فهذا يجعلنى دائم القرب منها
وهذا ايضاً يرضى غرورى فمعنى هذا انها رأت في القوة والشجاعة والفتولة.
 فسالومى كانت مثال صارخ لمعنى الانوثة ، دائما ما أراها باناقتها وسحرها الفتان وتاجها الملكى المرصع بالمجوهرات وقوامها المثير كسمكة خرجة لتوها من اعماق البحار تتلوى فى ثيابها المبهرة.
ويكمل تلك الصورة شخصيتها العنيدة المتمردة المتحررة المتكبرة ، فهى خليط بين الشيئ ونقيضة
وكانت تمتلك أميرتى مجموعة من المعجبين والمريدين والمفتونين بسحرها الخلاب ، يحاولون دائما منافقتها والتملق لها بأفعال تثير الأشئمزاز. وكانت هى تعلم ذلك ولا تنخدع فيهم ابداً ، لكن كان وجودهم يرضى فيها غرورها الأنثوى ويسلى ملل أوقاتها احياناً.

2-  سالومى

ومن مواقفى معها التى مازلت أتذكرها  ذلك اليوم الذى كانت أميرتى سالومى ، مسافرة إلى أحدى البلاد الساحلية المجاورة حتى تستمتع بالبحر وهوائة الطلق ، فاصطحبتنى معها انا ووصيفتها حتى نقوم على خدمة سموها ، فكانت تقضى أوقاتا طويله امام البحر تحت اشعة الشمس التى كانت تعكس لمعاناً براقا على جسمها العارى البض المثير المتجرد من كل ثيابة.
كانت سالومى تتصرف كما تشاء وبحرية مطلقة وكأنها بغرفتها المغلقة ،غير عابئة لوجودى معها ، فهى تعلم أنى مجرد عبد وخادم لها ، وهذا يعنى أنى لست انسان يتمتع بحقوق ورغبات ، فكانت لاتقصد ولا تخشى اثارة شهوتى أو لفت نظرى ، فمن هم مثلى لايرى لا يسمع لا يتكلم لا يشتهى !!! 
إلى أن أتى ذلك المساء الذى  ذهبت فيه إلى السوق أقتضى بعض المشتريات للأميرتى سالومى ، وعند عودتى فؤجئت بمجموعة من اللصوص يجهلون الأميرة وقدرها طامعين فى مقتنياتها النفيسة والغالية ، فوجدتهم قيدوا سالومى ووصيفتها ويعملون على جمع وحمل كل ماهو موجود ، فأنقضتت عليهم جميعا مستلاً سيفى الحاد فأطرت رؤس بعضهم وقطعت بعضهم الاخر إلى أشلاء ، حينها كنت قد خفت كثيرا على مولاتى واصابنى الفزع ، فكنت لا اشعر بما افعل ، فانا لم أقتل من قبل لكنى فعلت ذلك من اجلها.
حينها استحسنت رضى مولاتى الأميرة سالومى والتى منحتنى بعد أنتهاء الموقف ابتسامة صافية وسرة من الأموال ، فاسعدتنى كثيرا ابتسامتها فكانت تقريبا الأولى لى ، وألمنى جدا سرة الأموال فانا لم أفعل ذلك حتى أحصل على حفنة من الاموال التى لا تمثل لى الكثير ، لكنى لم أستطع الاعتراض حينها حتى لا تغضب منى وتعتبرنى متكبراً على عطاياها.

3- سالومى

مرت الأيام سريعاً حتى أتى ذلك اليوم الموعود الذى تغير فيه كل شيئ ، حينها كنت أقف بعيدا أؤدى عملى كحارس شخصى لتلك الاميرة الحسناء ، وهى تقطف أزهار الحديقة وتجمعهم  فى سلة تحملها لها وصيفتها ، لكنى كنت فى واقع الأمر اراقبها مختلساً بعض النظرات اليها.
إلى أن سمعنا جميعا ذلك الصوت العالى الذى أتى من داخل القصر وهو الأمر الغير معتاد على الأطلاق ، فمن ذا الذى يجروء على رفع صوته فى حضرة جلالة الملك والملكة زوجته ، فهرعت أميرتى  سالومى إلى الداخل لترى ما يحدث وانا والوصيفة من خلفها.
حتى رأيت ذلك المشهد الذى يقف فيه ذلك الرجل الصالح الذى اشتهر فى المدينه فى الفترة الأخيرة بالدعوة إلى الله وإلى ترك المعاصى والتمسك بالاخلاق الحميدة
وجدته يقف أمام الملك يلوح له ثائراً معترضاً على أفعالة وظلمة على العباد والبلاد ، فما كان من الملك الا حبس ذلك الرجل الصالح فى غياهب السجن حتى يخرسة وينفيه داخلة حتى الموت.
ولكن أميرتى سالومى كانت تنظر للمشهد من زاويه مختلفة جداً ، فهى اعجبت جدا بالرجل ورأت فيه الجمال والوسامة المفرطه والقوة الجسمانية الهائلة ، والأهم من كل ذلك شجاعتة وجسارته فى مواجهة الملك دون خوف أو اهتزاز .
فخطف قلبها من أول نظرة وبدون مقدمات شعرت وكأنة سهم الحب قد أخترق قلبها حقاً ، فظلت ليالى طوال يهاجمها فى احلامها ليلاً ولا يبرح خيالها نهاراً إلى أن ذابت عشقا واشتياقاً، فقررت أن ترسلنى له فى محبسة حتى احررة منه وأتى به إليها متحدية الملك وقرارة ، فأتيت به إليها وأدخلته غرفتها التى كانت قد هيئتها له وظللت انا واقف على بابها انتظاراً للأوامر الجديدة.
فعندما دخل عليها غرفتها تقدمت منه  مادة يدها اليه فرفض ان يسلم عليها قائلا لها "لماذا اتيتى بى إلى هنا" ، فقالت "اتيت بك إلى هنا حتى امكنك فى الأرض فسأولينك حكم المدينه فستكون عليها ملكاً"
فنظر لها بأستغراب وتحد قائلا وما المقابل ، حينها اقتربت منه حتى تضمة لها وتلتهم شفتيه التى كثيرا ما كانت تمتصهم فى احلامها ، لكنها فؤجئت بردة فعلة العنيفة  فصدها بيده القوية فوقعت تحت قدمية ، قائلاً لها "أنتى فاجرة مغروة وانا زاهد فى الحياة لا اريد الا رضا ربى فأغربى عن وجهى ولا تقتربى منى فانا اريد أن أظل طاهراً"
فتجاهلت هى كلماتة الجارحة وتمسكت بقدميه قائلة له "وانا اريدك واشتهيك كن لى وانا سأكون لك خادمة تحت قدميك"
فرفسها بقدمة هذة المرة قبل ان تقبلها ، فسقطت بوجهها على صحن به رمال للزينه داخل غرفتها.
تاركها خلفه طالباً منى أن أعيدة إلى سجنة ، فكان يشعر أن السجن أكرم واطهر له من هذه الغرفة النجسة.


4-  سالومى

حينها انهارت أميرتى سالومى فكانت صدمة عمرها فهى لم تطلب شيئ فى حياتها الا وأتى إليها مهرولاً ، فكيف لذلك الرجل أن يفعل بها هكذا فلقد ملئ الغل والكرة قلبها فقررت الانتقام .
إلى أن أتى ذلك اليوم المشهود يوم ميلاد جلالة الملك الذى تراص فيه الحضور حتى يستمتعوا بليله ملكية فخمة ، وكانت سالومى من ضمن الحضور بالطبع ، فظهرت فى ذلك المساء كما لم تظهر من قبل ، فكانت فى اشد وأوج فتنتها ، كانها تريد أن ترسل رسالة لذلك الرجل الصالح أنها سالومى التى لاترفض .
فكانت تثير اعجاب كل الحضور بما فيهم الملك زوج أمها ، فمنذ أن كبرت وهو يشتيها ويختلس لها النظرات لكنه لم يستطيع الأقتراب منها كثيراً خوفا من زوجته ، لكنه تشجع تلك الليله فى عدم وجود زوجته وبعد انصراف الحضور طلب من سالومى أمنية عمره أن ترقص له عارية ولها ما تشاء ، ففكرت قليلاً ثم أومأت برأسها موافقةً .
فوقفت فى منتصف القاعة شامخة تقطر من شهد انوثتها ، بينما جلس الملك على عرشة ووقفت انا فى ركن القاعة كالتمثال انتظاراً لأومرها.
بدأت ترقص سيدتى بطريقة فاتنة مبهرة فكانت تتلوى كالحية داخل فستانها التى بدأت تتحرر منه كلما تمايلت ، إلى أن ظهرت بسبع مناديل ملونة تلفهم حول وسطها وكانهم أخر حصونها ، قبل أن تظهر متجردة صافية نقية من كل أثام البشر كالملائكة الأطهار ، فأخذت تفك كل منديل بتمهل وبأغواء متقن جعل الملك يهتز من على عرشه كالفيل الثائر فكان العرق يهطل منه غزيراً من فرط الأثارة والرغبة ، إلى أن تجردت بالفعل من كل شيئ وظهرت امامى وامامه كالضوء الأبيض المبهر الذى لا تستيطع ان تفتح عينيك فيه ، فوقفت فى منتصف القاعة عارية ويداها حول خصرها ، ونهداها العامرين ذو الحلمات البارزة الحادة كثمرة منجو نضجت تتدلى من أعلى وحان وقت قطفها فاخذوا يتقافزوا مع حركتها المهتزة ، وخصرها الذى كان فقد اتزانه فأخذ يترنح ويهتز وكأنه بدون عظام تعيدة إلى رشدة ، وفخذاها اللاتى اخذوا يهتزوا ايضاً ، فى تناغم متسق مع قوامها المليئ بالثنايا الغائرة والمنحنيات المخروطية.
حينها سقطت الملك من على عرشه جاثيا على ركبتيه وهو فى قمة محنته وانفعالة واثارته ، فحاول ان ينطق لاهثاً "اطلبى ما تشائين فطلبك مجاب" لكن حروفة خرجت محشرجه غير واضحه ، لكنها فهمته وقالت بأقتضاب وبلهجة أمرة واثقة "أريد رأس سجينك ذلك الرجل المعارض على طست من الفضة "
ثم أنصرفت أميرتى على جناحها الملكى الخاص عارية وهى فى حالة شديدة من الخلاعة والميوعة انتشائاً بأنتصارها ، وانا اتزيلها حاملاً ملابسها سائراً خلف اردافها كالثمل ، فكانت اردافها تهتز خلفها بشدة كأمواج البحر الهائجة المتلاطمة ، إلى الحد الذى جعلنى أجد نفسى أحاول عد أهتزازاتها المتلاطمة فى الثانية الواحدة ! ، لكنى فشلت... 


5-  سالومى

استغرب الملك طلبها ولم يفهم السر وراء ذلك الطلب ، لكنه لم يكن فى حالة يستطع فيها مناقشتها ، وربما هذا من قدر ذلك الرجل الصالح .
حاول الملك جاهداً الصعود على عرشه ، ثم نادى على احد حراسه أمرً بأمرها ، فلم يمضى كثيراً من الوقت حتى أتى الحارس برأس الرجل فعلاً على طست الفضة الملوث بدمائة.
حينها ابتهجت أميرتى سالومى وشعرت بلذة النصر لكرامتها وكبريأها الجريح ، فأمرت أن تعلق رأسه على باب غرفتها بعد أن تمرمغ رأسه فى التراب كما فعل هو بها من قبل . 
لم تمضى الليلة حتى بدأت احوال سالومى تنقلب ، فبدأت تشعر بذنب فظيع تجاه الرجل ، فلقد أكتشفت انها أحبته حقاً وأنها هى من قتلت حبيبها الوحيد الذى ارتضته من دون الرجال فكبيريائها وغرورها الأثوى لم يستطعا تعويضها عنه
 كانت تقول "كيف لى أن أقتل الشخص الوحيد الذى يستحق لقب رجل فى هذه المدينة " ، فجن جنونها ولم تتوقف دموعها ولم يهدئ قلبها فظلت هكذا ايام وليالى طويله حتى ذبلت وأنظفئت وأكتئبت.
إلى أن اشار عليها أحد الحكماء الكبار أن تأتى بأحد مريدها ومحبيها وتعطى له ذلك السم القاتل ، فيبتلعة طواعية فتزهق روحه ثم يبدلها الله بروح ذلك الرجل الصالح مرة أخرى فى جسد ذلك المحب المضحى
 فدعت فى ليله جميع محبيها ومريدها من المنافقين والمتملقين ، ظهرت عليهم فى كامل فتنتها وسحرها وعرضت عليهم الأمر قائلة لهم "من منكم سيعطينى روحة حتى يجاورنى طوال عمرى ويصبح حبيبى الوحيد" لكنها لم تجد اى استجابة من احد فجميعهم خافوا على اعمارهم وحياتهم ، وبدأوا فى الانحساب واحد تلو الاخر ، فبدت حزينة مصدومة من خزلانهم وتنصلهم منها


6-  سالومى

حينها وجدت نفسى  اتقدم  اليها راكعاً تحت قدميها ، قائلاً لها  "سيدتى اريد أن أعترف لكى بسرى الدفين" ، فقالت لى بنوع من الضجر والملل "هات ماعندك" ، فقلت لها  "سيدتى منذ القدم وانا احبك واهواكى واعشقك لكنى كنت اخاف ان اظهر لك ذلك فانا أعلم وضاعة قدرى وسمو قدرك ، لكنى الآن اتقدم لك بروحى هبة لك لعلكى تعودى إلى سابق عهدك أميرة  مشرقة فاتنة" .
فقالت لى بأهتمام ودهشه "أأنت جاد فى كلامك وعلى قدر المسئولية ، "فقلت لها "هذة فرصتى الوحيدة حتى أكون أمير بجوارك أو ميت له زكرى طيبة فى نفسك" .
فأقتربت منى واحاطت كفيها على رأسى ثم دنت من شفتاى فألتهمتهما فى قبلة مجاملة طاحنة ماجنة حتى تورما ، ثم أنتزعت نفسها منى بصعوبة  فأحضرت قارورة السم القاتل وفتحت فمى بيداها الرقيقة ، فكنت مازلت مخدراً من تأثير القبله التى تفوق كل أحلامى بكثير ، مفرغة القارورة دفعة واحدة فى فمى ثم قفلته بيداها وضغطت على فمى حتى ابتلع سمها كاملاً  ، وحينما تأكدت أنى فعلت ، تركتنى اسقط على الأرض وجلست هى على عرشها تراقبنى مبتسمة ،  وانا اتلوى واحتضر من ذلك السم القاتل ذو المفعول السريع ، فكانت تنظر إلى وهى فى سعادة بالغة فكانت كلها أمل  فى ذلك الوقت أن انتهى سريعاً وأعود لها مرة أخرى حاملاً روح ذلك الرجل الذى رفسها يوماً
فظللت جاهدا ًاحاول أن اخفى الام تقطع امعائى بسب السم القاتل حتى لا افسد فرحتها ، وانا ايضاً كنت سعيد بسب قدرتى على اسعادها ولو لمرة واحدة ، وأخر ماشاهدته قبل أن تصعد روحى إلى بارئها هو نظرة السعادة والأمل التى اكتستها
فهل سيتحقق الأمل و اعود لها أميراً متوجاً أستحقها ؟؟
أم ان الأستشهاد عشقاً سيكون مرضى لغرورك الأنثوى مولاتى !!

تعليقات